العقل البشري غريب بحق ..تستطيع أن تختزن بداخله متناقضات مختلفة من أشخاص معينة أو أحداث متناقضة أو أحاسيس متباينة ..حزن ..فرح .. قلق..توتر .مرض ..عجز..وداع..فراق . كل هذه المشاعر مرتطة في ذاكرة كلا منا بموقف ما ..أو مشهد ... مشهد معين تستطيع استرجعاه بتفاصيله الدقيقة وقتما تريد ..تسترجعه لتبتسم ابتسامة خفيقية أو لتضحك في عنف أو لتدمع عينيك قليلا أو لتغضب لقرار ساذج اتخذته أو لمشهد قديم خذلك فيه أحدهم .. تسترجع المشاهد كل مرة وأحيانا يلعب بها عقلك قليلا ليبدل أشياء ويحاول أن ينسي أخري
فحياتانا مجموعة من الأفلام القصيرة المتقطعة .أفلام لن تنجح الدراما في تسجيل كل لحظة فيها مهما تعددت السنريوهات والقصص .. فشتان بين الواقع والدرما ..لأن الواقع يحوي كل شيء وأما الدراما والسينما مشهد صغير من الواقع يحاول الكاتب أبرازه فقط من وجهه نظره فارضا رأيه وتصوره علي الجميع بشيء من التبجح !
وعندما أجلس وأفكر قليلا فيما مر بي من مشاهد اتذكر مقدمة كتاب (رحلتي من الشك للأيمان ) لدكتور مصطفي محمود .. عندما وصف عجزه في تشجيل كل ما تحتويه ذاكرته من معلومات وأحداث ومشاهد ! واتذكر كيف وصف أحساسه إنذاك ووجد نفسه تحدثه في تلقائية "سبحان الله " ..
عندما جلست البارحة أفكر قليلا في مشاهدي الخاصة وجدت ذاكرتي تتقاذف بها صور سريعة متفرقة .. فمن مشهد زيارتي الأخيرة لعمي الكبير بعد أن أصيب بجلطة أقعدته حتي مشهد تعبه الأخير وأنطلاق أبي بالسيارة وأنا بجانبه لعله يلحقه .. مشهد أقدم قليلا لعمي الأوسط ذو اللحية البيضاء الكثيفة والنظارة السميكة ومرض السكر الذي لازمه منذ فترة .. ثم حكاية شهادته بوحدانية الخالق قبل الوفاة مباشرة .. مشهد فرح ابن خالة أمي وقريب أبي أيضا في ذلك الفندق الكبير بالهرم ومعي أبي يجلس بجانبي هناك .. ومشهد مضحك قليلا وسط صخب الأفراح لا مجال لذكره ..
مشهد وفاة أبي دون مقدمات لأتعلم منه أن الحياة أحيانا تكون أقصر مما نتوقع وأن الموت يأتي دون طرق الأبواب .. مشهد خاص بي وأنا في قمة الغضب أهذي بكلمات لا أفهم معناها حتي الأن !
مشاهد مشوشة لأمي تحملني لتسلمني لجدتي حتي ترعاني حتي تأتي من عملها ظهرا .. ومشهد ظل السيارات علي الحائط والذي كان يخيفني كثير في صغري
مشهد خطوبة أختي الكبيرة وزواجها علي غير تعاقبهما .. مشهد لي في الزقازيق وأنا أعود بعد أول مرة أمكث فيها خارج المنزل لأكثر من أسبوع ..وأمي تبكي لدي رؤيتي وأبي يحضني قائلا " وحشتنا ياض " ..مشهد أخر قديم لخالي يعود مسرعا من الخارج ليشاهد مسلسل أحلام الفتي الطائر الذي أحبه دائما !
مشاهد مبعثرة غير مرتبة بعضها مبكي وبعضها مفرح ربما ذكرت منها البعض وربما حذفت الكثير ولكن في النهاية لن يلومني أحد لأنها ذاكرتي ومشاهدي أنا ..وكلا منا له مشاهده الخاصة التي تبقي دائما حبيسة عقله لا تسعها الأوراق ولا الأقلام ..
..
فحياتانا مجموعة من الأفلام القصيرة المتقطعة .أفلام لن تنجح الدراما في تسجيل كل لحظة فيها مهما تعددت السنريوهات والقصص .. فشتان بين الواقع والدرما ..لأن الواقع يحوي كل شيء وأما الدراما والسينما مشهد صغير من الواقع يحاول الكاتب أبرازه فقط من وجهه نظره فارضا رأيه وتصوره علي الجميع بشيء من التبجح !
وعندما أجلس وأفكر قليلا فيما مر بي من مشاهد اتذكر مقدمة كتاب (رحلتي من الشك للأيمان ) لدكتور مصطفي محمود .. عندما وصف عجزه في تشجيل كل ما تحتويه ذاكرته من معلومات وأحداث ومشاهد ! واتذكر كيف وصف أحساسه إنذاك ووجد نفسه تحدثه في تلقائية "سبحان الله " ..
عندما جلست البارحة أفكر قليلا في مشاهدي الخاصة وجدت ذاكرتي تتقاذف بها صور سريعة متفرقة .. فمن مشهد زيارتي الأخيرة لعمي الكبير بعد أن أصيب بجلطة أقعدته حتي مشهد تعبه الأخير وأنطلاق أبي بالسيارة وأنا بجانبه لعله يلحقه .. مشهد أقدم قليلا لعمي الأوسط ذو اللحية البيضاء الكثيفة والنظارة السميكة ومرض السكر الذي لازمه منذ فترة .. ثم حكاية شهادته بوحدانية الخالق قبل الوفاة مباشرة .. مشهد فرح ابن خالة أمي وقريب أبي أيضا في ذلك الفندق الكبير بالهرم ومعي أبي يجلس بجانبي هناك .. ومشهد مضحك قليلا وسط صخب الأفراح لا مجال لذكره ..
مشهد وفاة أبي دون مقدمات لأتعلم منه أن الحياة أحيانا تكون أقصر مما نتوقع وأن الموت يأتي دون طرق الأبواب .. مشهد خاص بي وأنا في قمة الغضب أهذي بكلمات لا أفهم معناها حتي الأن !
مشاهد مشوشة لأمي تحملني لتسلمني لجدتي حتي ترعاني حتي تأتي من عملها ظهرا .. ومشهد ظل السيارات علي الحائط والذي كان يخيفني كثير في صغري
مشهد خطوبة أختي الكبيرة وزواجها علي غير تعاقبهما .. مشهد لي في الزقازيق وأنا أعود بعد أول مرة أمكث فيها خارج المنزل لأكثر من أسبوع ..وأمي تبكي لدي رؤيتي وأبي يحضني قائلا " وحشتنا ياض " ..مشهد أخر قديم لخالي يعود مسرعا من الخارج ليشاهد مسلسل أحلام الفتي الطائر الذي أحبه دائما !
مشاهد مبعثرة غير مرتبة بعضها مبكي وبعضها مفرح ربما ذكرت منها البعض وربما حذفت الكثير ولكن في النهاية لن يلومني أحد لأنها ذاكرتي ومشاهدي أنا ..وكلا منا له مشاهده الخاصة التي تبقي دائما حبيسة عقله لا تسعها الأوراق ولا الأقلام ..
..