أصطدام ..قصة قصيرة
ظهرت أمامه فجأة وكأنها وحش يخرج من ظلام دامس ,لم يكن يتوقع أن تسير مقطورة بهذه السرعة في الاتجاه المعاكس , حاول أن يتفادي الاصتدام .. انحرف بسيارته في عنف .. مالت السيارة علي جانبها الأيسر .. فقد السيطرة علي كل شئ.. اندفعت رأسه لتصتدم بالزجاج الأمامي في عنف .. أما هو فقد فرغ فاه..لقد أدرك أنها نهايته ,نهاية عمر لم يتجاوز السادسة والعشرين عاما , لم يكن يتوقع قط أن ينتهي هكذا , طوال عمره القصير كان يخطط لكل شئ وكان كل شئ يسير وفقا لخططه..بدأت السيارة تتدحرج لا يعرف كم مرة تدحرجن ربما لسنوات وربما لدقائق معدودة كل ما يعرفه أن ذاكرته انطلقت لتعمل بسرعة ,وكأنها تفرغ ما بها من ذكرايات .. تذكر كيف عاش حياة قاسية وهو صغير ..تذكر الفقر والمعاناة ..يتذكر الأن كيف قرر أن ينتهي كل هذا ..يتذكر كيف قرر أن يصبح من هؤلاء الذين يركبون سيارات فارهة ..يتذكر كل هذا وبأدق التفاصيل..
.....................................................................................................
توقفت السيارة عن الانقلاب واستقرت علي جانب الطريق , بينما هو بداخلها في عالم لا يستطيع تمييزه عالم بين الوعي ولا وعي .. تقاذفت صور من الماضي في عقلهمع ذلك الدم الذي يخرج من جبهته ..صورة أمه التي طالما أحبها .. صورة (ايمان) التي فشل في الارتباط بها صورةوالده الذي حمله مرارة كل شئ .. ..صورة ذلك الموظف الذي حاول رشوته صورة احلامه التي انهارت للتو..الكثير والكثير من الصور المشوشة , ادرك فجاة أنه مقبل علي ما لم يخطط له أنها اخرته..
.....................................................................................................
ارتفعت ابواق سيارات الشرطة مختلطة بسرينة سيارة الأسعاف في تمام الساعة السابعة صباحا في ذلك الطريق السريع- خارج مدينة القاهرة -بينما ذكر شهود عيان أن حادث مروع فد وقع بالأمس حيث اصتدمت مقطورة ضخمة بسيارة هيونداي-جيتز صغيرة وقد توفي صاحب السيارة بينما فر سائق المقطورة ذكر كل شئ في محضر الشرطة كما سجلت أيضا أرقام السيارة للبحث عن ذوي المتوفي .. أما ما تناسي الجميع أن يذكره أحلام (أمجد) التي دمرت للتو في اصطــــدام
!!!
تمت بحمد الله
عمرو مصطفي 16\3\2008
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق